تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تطل برامج ذات بعد إنساني في شهر رمضان المبارك، تؤكد أن الخير لا يزال يعبر عن آمال الناس وطموحاتهم، حيث يستمر برنامج «قلبي اطمأن» في نسخته الثانية للعام الثاني على التوالي في مساندة ومساعدة العديد من المحتاجين حول العالم، ونشر الخير والعطاء، تحت مقولة «بسم الله نبدأ سعادة جديدة» لحياة أكثر تفاؤلاً وإشراقاً، وهو ما يؤكد أن مثل هذه البرامج لها دور أكبر في إثراء حياة البسطاء وتقدم خدمات نوعية، وتشجع كل من يبغي المعروف إلى أن يذهب إلى المحتاجين ويقدم لهم ما يسعدهم ويفرحهم.
«الناس للناس»
يأتي «قلبي اطمأن» الذي انطلق في جزئه الثاني تحت شعار «الناس للناس.. والدنيا ما زالت بخير»، ليكون أحد البرامج الهادفة التي تعرض على شاشة «قناة أبوظبي»، ليؤكد مساعي «أبوظبي للإعلام» الرامية إلى تقديم محتوى راقٍ للمشاهدين من المحيط إلى الخليج في شهر رمضان، وتؤكد في الوقت نفسه من خلال دورتها البرامجية والدرامية للشهر الفضيل أهدافها في وضع التسامح والأعمال الإنسانية والخيرية ومساعدة الآخرين، ثمة غالبة في أعمالها الفنية، وقد أدى الفنان الإماراتي حسين الجسمي، أغنية «أبدأ سعادة جديدة» بصوته العذب بتتر البرنامج.
متابعة استثنائية
ووسط العديد من برامج الترفيه وبرامج المقالب المتعددة التي تستحوذ على اهتمام المشاهد في المواسم الرمضانية، يعود «قلبي اطمأن» مجدداً هذا العام ليحقق صدى كبيراً بعد عرض أولى حلقاته في الأسبوع الأول من رمضان، ويغرد خارج السرب، وينال ردود أفعال إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويغير من ذائقة المشاهد، بعد أن شهد متابعة استثنائية على قنوات التواصل الاجتماعي الموسم الماضي، ليتيح لهم فرصة عيش تجربة اجتماعية مع شاب إماراتي اسمه «غيث» يبحث في أماكن مختلفة من العالم عن أناس ضاقت بهم الأرض، ليغير حياتهم نحو الأفضل.
حديث الناس
يهدف البرنامج إلى الإسهام في مساعدة بعض الأفراد، حيث تتنوع أشكال وألوان المساعدة بين المادية والعينية، بما يسهم في حل مشكلة الشخص وتمكينه وإدخال السعادة إلى قلبه، ففي الحلقات الأولى من البرنامج، قام الشاب «غيث» - الذي يغطي وجهه – بالبحث عن حالات ضاقت بها الحياة بصدق ليقدم لهم يد العون والمساعدة، فهو يجول في البلاد باحثاً عن الفقراء والمساكين والمحتاجين في مختلف البلاد، ليدخل إلى قلبهم سعادة وفرحة غامرة، فخلال ثلاث حلقات من البرنامج كانت كفيلة بأن يكون «غيث» حديث الناس في رمضان في المجالس ومواقع التواصل، ففي الحلقة الأولى ذهب «غيث» إلى الأردن لزيارة «أم سعيد» من سوريا، على أنه باحث اجتماعي يريد دراسة حالتها وحالة ابنها سعيد (14 عاماً) الذي يعاني فشلاً كلوياً، وتتحدث معه عن مشكلاتها الاجتماعية والحياتية خصوصاً بعدما توفي زوجها وترك لها 5 أيتام، من بينهم «سعيد» الابن الأكبر الذي احتاج من قبل إلى عملية زرع كلى، ويحتاج إلى عمليات أخرى، ليظهر «غيث» الوجه الإنساني والخيري من زيارته، ويتبرع لها بدفع كافة مبالغ عمليات سعيد مع الدكتور نفسه الذي اعتاد على زيارته.
مصور فوتوغرافي
أما في الحلقة الثانية فيظهر «غيث» على أنه مصور فوتوغرافي يريد أن يصور أحد البيوت في العراق الملأى بآثار الدمار بسبب الحروب، والذي يسكن فيه عائله مكونة من 6 أشخاص، وبرغم حالة البيت المتهالكة إلا أن الأب «جبار» يدفع إيجاراً، وفجأة تتغير حياة «جبار» وزوجته وعائلته عندما يخبره «غيث» أنه ليس مصوراً، إنما جاء ليساعده في تأسيس بيت جديد له ولعائلته.
ويغيّر «غيث» في الحلقة الثالثة من حياة السودانية صفية، فبعد أن كانت تعمل في طبخ الآكلات السودانية في داخل بيتها لتعيل أولادها، أصبحت تملك المال الذي يجعلها تؤسس مشروعها الخاص في الأكلات السودانية.
حملة تبرع
من أجل مساعدة الناس في برنامج «قلبي اطمأن» تم إطلاق حملة تبرع بالشراكة مع الهلال الأحمر الإماراتي، سبقت إطلاق البرنامج بشهرين، وما زالت مستمرة حتى الآن، وتستهدف هذه الحملة جمع 10 ملايين درهم إماراتي من المساعدات والتبرعات لمساعدة المحتاجين.
بكاء وأمل
أبكى «غيث» العديد من المشاهدين خلال مشاهدة الحلقات الأولى من البرنامج، ولا يزال يتساءل حتى الآن العديد من متابعيه على مواقع التواصل حول أسباب إخفاء «غيث» لطبيعة هويته، ليؤكد أن سبب ذلك أنه يريد التركيز على الحالة التي يقوم بعرضها، كما أن «غيث» ليس هو اسمه الحقيقي، لكنه مصطنع يتماشى مع سياق وهدف البرنامج، ولهذا الاسم معنى ومغزى هو وضع رسالة العطاء في حقيبة مليئة بالسعادة والأمل لمحاولة التقرب إلى المحتاجين في الكثير من بلدان العالم.